منظمة ASL19 تجمع المطورين والمستخدمين في RightsCon

أمين جبران

نظمت ASL19 ورشة عمل من ضمن فعاليات مؤتمر RightsCon الذي إنعقد في آذار ٢٠١٦، في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية. شارك في ورشة العمل هذه ممثلين عن شركات أدوات تجاوز رقابة مشهورة كهوت سبوت شيلد، سايفون، الكاسر، لانترن، تور، وأوني. كما كان المستخدمين أنفسهم ممثلين عبر منظمات من ألمجتمع ألمدني من منطقة الشرق الأوسط. لاقت ورشة العمل إهتماما لافتا من المشاركين في هذا المؤتمر العالمي حيث جذبت جمهور تعدى الخمسين شخص.

تملك أدوات تجاوز الرقابة المشاركة جمهور واسع في البلدان العربية حيث يكثر الحجب والرقابة. في نفس الوقت لا يملك العديد منها تواصل مباشر مع جمهوره. لذلك هدفت ورشة العمل إلى إيصال صوت المستخدمين إلى المطورين ولذلك حرص منظمو الورشة على التواصل مع المستخدمين مباشرة للإستفسار عن أسئلتهم وإستفساراتهم فصمموا إستطلاع رأي ( يمكنكم الإضطلاع عليه هنا) وشاركوه على وسائل التواصل الإجتماعي.

شمل هذا الإستطلاع أسئلة حول المشاكل التي يعانيها المستخدمون مع أدوات تجاوز الرقابة، الخصوصية والرقابة على الإنترنت بشكل عام، والكلفة. مع أن الإستطلاع لم يكن على مستوى واسع إنما ساهم في تقديم معلومات قيمة ساعدت في بلورة الأسئلة والمواضيع التي إستعملت في الورشة. بعض هذه المواضيع تطرق إلى أهمية التعريب والتواصل مع المستخدمين، عن مشاكل التمويل والاستدامة التي تواجهها هذه الشركات، وعن تحديات التوسع على الأصعدة العملية ودعم المستخدمين. تلقينا أجوبة من عدة مطورين وقد تشابهت أجوبتها إلى حد بعيد.

إبتدأ الحوار بالسؤال عن مشكلة اللغة التي تواجه المستخدمين ناقش المجتمعون أهمية الترجمة الصحيحة والتواصل. ممثل تور لم ير أهمية كبيرة لمبادرات أكثر من ما فعله "Localization Lab" ومبادرات أخرى مفتوحة المصدر. ممثل "الكاسر" لم يوافقه الرأي وروى تجربته مع مستعملي برنامجه في الصين، حيث دأب المستخدمون من أنفسهم على كتابة دليل إستخدام باللغة الصينية ليحل مشاكل صادفتهم مع البرنامج. هذه مشكلة تواجه العديد من أدوات تجاوز الرقابة وأشار ممثلو سايفون على أهمية وجود جهود تستطيع ردم الهوة اللغوية بينهم وبين مستخدميهم ومنها وجود أخصائيين يفهمون تفاصيل وخصوصيات البلد حيث تستعمل الأدوات.

"أكثر من خمسين بالمئة من المستخدمين قالوا أن من مشاكل التي تواجههم عند إستعمال أدوات تجاوز الرقابة هي بطئ أو عدم وجود دعم بلغتهم" إستطلاع ASL19، ٢٠١٦.

الحديث عن أهمية التعريب والتواصل قاد إلى نقاش حول قدرات الشركات في التوسع وزيادة عدد مستخدميها. كيف تستطيع هذه الشركات دعم عدد متزايد من المستخدمين بلغات مختلفة؟ كما وصلنا العديد من ألتعليقات من مستخدمينا تشير إلى أهمية الثقة في إختيار الأداة المناسبة وأهمية أن يتأكد المستخدم أن معلوماته محمية بشكل شفاف ومضمون. بدأ هذا نقاش بين ممثلي سايفون وهوت سبوت شيلد حول الطريقة المثلى لحفظ بيانات المستخدمين، ليتوصل المجتمعون أن الشركات الموجودة تفعل ما بوسعها لحماية هذه البيانات من دون المتاجرة بها مع وجود إختلافات حول أساليب البعض في فعل ذلك.

مسألة أخرى أثيرت في النقاشات هي طريقة تعامل مطوري هذه الأدوات مع الحجب الفوري والانقطاع الفجائي للخدمة. أشار ممثل هوت سبوت شيلد إلى صعوبة معالجة العطل مع غياب المصادر المساعدة على الأرض في بلد معين. مثلا، في الكثير من الأوقات وعند غياب سيرفر إفتراضي في البلد المعني يحتاج المطورين إلى إجراء إختبارات ووحدهم أشخاص موثوقين، غالبا ما يكونوا من المجتمع المدني، يستطيعون فعل ذلك. ممثل أوني أشار أن القياس الصحيح للشبكة كتقارير الرقابة، ممكن أن تساعد في هذه المسألة.

أخيرا، تطرق المجتمعون إلى مشكلة رئيسية تواجه الشركات وهي التمويل والإستدامة. تعمد العديد من الشركات إلى طرق مختلفة لتغطية تكاليفها وجني المال. القليل منهم يحصلون على تمويل من جهات مختلفة تعنى بحرية الإنترنت، بينما آخرون يعتمدون على الإعلانات، ولكن الجميع من دون إستثناء يبحث عن نموذج مستديم لا يتكل فيه على أموال التبرعات. من جانب آخر، الإعلانات في التطبيقات تؤثر على تجربة المستخدم أثناء إستعماله الأداة. العديد من هذه الإعلانات تظهر فجأة حتى لو كان المستخدم خارج التطبيق كما إنها تستخدم داتا التي تكون غالية في الكثير من البلدان. إتفق المجتمعون على ضرورة أن يكون هناك طرق خلاقة أكثر لا تؤثر على تجربة المستخدمين ولا تفرض عليهم أعباء مادية.

قدمت ورشة العمل نموذج جديد حيث جمعت عدد من المطورين من شركات متنافسة في مكان واحد ليناقشوا مشاكل المستخدمين ويقدموا لهم حلول. حرية الوصول إلى الإنترنت هو هدف ASL19 التي ستنظم العديد من هذه النشاطات لتشجيعها وردم الهوة بين المطورين والمستخدمين.